×

 و«الشاة القرناء»: هي التي لها قرون. إذا نطحتها بقرونها، فلابد من القِصاص يوم القيامة حتى بين البهائم، وكذلك بنو آدم، يقام القِصاص بينهم يوم القيامة، فيُقتص للمظلومين من الظَّلَمة، ولا يُتْرَك من حقوقهم شيء إلاَّ إذا سمحوا به.

النوع الثالث: ظلم العبد لنفسه بالمعاصي التي هي دون الشرك، هذا هو ظلم العبد لنفسه لأنه وضعها في غير موضعها اللائق بها؛ حيث عَرَّضها لغضب الله سبحانه وتعالى، وأهمل رعايتها، وهو مُسترعًى عليها، وكان الواجب عليه أن ينقذ نفسه، وأن يضعها في موضعها اللائق بها، وهو الطاعة، والكرامة ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الزمر: 15].

ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل ثَلاَثَةٌ: دِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ: فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ [المائدة: 72].

وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ، أَوْ صَلاَةٍ تَرَكَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (26031)، والحاكم رقم (8717)، والبيهقي في «الشعب» رقم (7070).