×

فالمراد بالظلم هنا ظلم الشرك، وهو أعظم أنواع الظلم، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ.

وقوله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يعني: وَحَّدوا الله عز وجل وأخلصوا له العبادة، ﴿وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ يعني: لم يَخْلِطوا ﴿إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أي: بشرك، فمَن خَلَط عبادته بشرك، بَطَلت؛ لأن الشرك يحبط الأعمال ويُبطلها، قال عز وجل: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 88].

وقوله عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ أي: لهم السلامة المطلقة من المخاوف، فالمؤمنون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

فإن كان المؤمن مخلصًا في توحيده ولم يحصل منه شيء من المعاصي، فله الأمن المطلق الذي لا خوف معه.

وإن كان موحِّدًا لكن عنده شيء من المعاصي، فهذا له مطلق الأمن، وليس له الأمن المطلق؛ لأنه مُعَرَّض للوعيد والعذاب، ولكنه يأمن من الخلود في النار والبقاء فيها، فمعه مطلق الأمن.

وأما المشرك فله الخوف المطلق الذي ليس معه أمن.

·       إذًا الأقسام ثلاثة:

الأول: أَمْن مطلق، لأهل التوحيد الذين سَلِموا من الذنوب والمعاصي.

الثاني: خوف مطلق، لأهل الشرك والكفر، ليس معه أمن.

الثالث: أَمْن معه خوف، وهو مطلق الأمن، وهذا لعُصاة الموحِّدين.


الشرح