×

قوله عز وجل: ﴿وَهُم مُّهۡتَدُونَ هذه مزيِّة ثانية من مزايا التوحيد، وهي حصول الهداية للموحدين المخلصين لله، أنهم في الدنيا يكونون مهتدين في أعمالهم، يعبدون الله على بصيرة، سالمين من الشرك في الأعمال، وسالمين من البدع والخرافات. بخلاف أهل الشرك، فإنهم غير مهتدين في الدنيا، بل هم ضالون؛ لأنهم يعبدون الله، ويخلطون العبادة بالشرك، ويعبدون غير الله، فهم ضالُّون لا مهتدون.

·       إذًا الموحِّد يعطيه الله عز وجل مَزِيَّتين:

المزيَّة الأولى: الأمن من العذاب.

المزيَّة الثانية: الهداية من الضلال.

بحيث إنه يعبد الله على بصيرة وعلى نور وبرهان، متبعًا للسُّنة متبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، يمشي على الجادَّة الصحيحة. بخلاف المشرك؛ فإنه يمشي على غير هدى، وعلى غير دين، وعلى غير برهان، يُتْعِب نفسه في هذه الدنيا، وهو يتقدم إلى النار، ويمشي إلى النار.

كما قال عز وجل في الآية الأخرى: ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ [طه: 123]، لا يَضل في الدنيا عن الحق، ولا يشقى في الآخرة. وهذا ضمان من الله سبحانه وتعالى لمن اتبع القرآن أنه لا يَضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.

قوله: «كما قال عز وجل: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ» المراد بالكتاب: القرآن؛ لأن مَن قبلهم عندهم كتب، ثم جاء القرآن ونسخها كلها، وأَمَر الله باتباع القرآن وحده.


الشرح