×

 فمَن شَهِد أن لا إله إلاَّ الله فإنه لا تنفعه حتى يُصَدِّق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويطيعه فيما أَمَر، ويترك ما نهى عنه وزَجَر، ويعبد الله عز وجل بشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعبد الله بهواه والبدع والمحدثات.

وفي قوله: «عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» نَفْي للإفراط والتفريط.

«عَبْدُهُ» هذا نفي للإفراط والغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، بجعل شيء له من الربوبية، كما يعتقد المخرفون، فالرسول صلى الله عليه وسلم عبدٌ ليس له من الربوبية شيء.

وقد سماه الله عبدًا في أشرف المقامات: في مقام الوحي: ﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ [النجم: 10]، وفي مقام الإسراء: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الإسراء: 1]، وفي مقام الإنزال: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ [الكهف: 1]، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1]، وفي مقام التحدي: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا [البقرة: 23].

فهو عَبْد لا يُعْبَد صلى الله عليه وسلم، ورسول لا يُكَذَّب صلى الله عليه وسلم بل يطاع ويُتَّبَع، فليس له من العبادة شيء.

فالذين يطلبون منه المدد، ويطلبون منه النصر على الأعداء، ويطلبون منه قضاء الحاجات وتفريج الكربات - هؤلاء رفعوه من العبودية إلى الألوهية والعياذ بالله، ولم يقروا بأنه عبد الله، فجعلوه شريكًا لله عز وجل في ربوبيته وإلهيته.


الشرح