* أن يَعمل بمقتضاها.
أما مجرد التلفظ بها من غير معرفة لمعناها فهذا لا ينفع، بل يصبح مثل اللفظ
الأعجمي الذي يردده ولا يعرف معناه. وهذا يدل على وجوب تعلم التوحيد، ومعنى «لا إله إلاَّ الله».
وكذلك لو عَرَف معناها ولكنه لم يعمل بمقتضاها، فإنها لا تنفعه؛ لأن
المشركين يعرفون معناها، قال عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ
أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35- 36]،
ويقولون: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾ [ص: 5]، فهم يعرفون
معنى الشهادة، لكن لمَّا لم يعملوا بمقتضاها لم ينفعهم العلم بمعناها.
وهذا مما يؤكد أن على المسلم تَعَلُّم معنى «لا إله إلاَّ الله»، والقيام بما تفرضه هذه الكلمة، وليس المراد أن
يتلفظ بها المرء ثم يفعل ما يشاء.
قوله: «مَنْ شَهِدَ» يعني: نطق
بلسانه معتقدًا بقلبه، «أَنْ لاَ إِلَهَ»
أي: لا معبود بحق «إِلاَّ اللَّهُ سبحانه
وتعالى ». فقول: «لا إله» هذا
إبطال لجميع المعبودات من دون الله. وقول: «إلا
الله» هذا فيه إثبات العبادة لله سبحانه وتعالى.
وقوله: «وَأَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» لابد مع الاعتراف بتوحيد الله من الاعتراف برسالة النبي
صلى الله عليه وسلم. فمَن كَفَر بالرسول صلى الله عليه وسلم وجحد رسالته؛ لم تنفعه
«لا إله إلاَّ الله»؛ لأن اليهود
يقولون: «لا إله إلاَّ الله»، ولكنهم
يَكفرون ببعض الأنبياء.