قوله:
وعن عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ..» ([1]) الحديث.
قوله:
مَنْ شَهِدَ لا ريب أن الشهادة لا تكون شهادة إلاَّ إذا كانت عن علم ويقين وصدق.
وأما مع الجهل والشك فلا تعتبر ولا تنفع، فيكون الشاهد - والحالة هذه - كاذبًا؛
لجهله بمعنى الذي شَهِد به.
وقد
تضمنت هذه الكلمة العظيمة نفيًا وإثباتًا: فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله بقولك:
«لا إله»، وأثبتت الإلهية لله وحده بقولك: «إلا الله»، قال الله عز وجل: ﴿شَهِدَ
ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ
ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18].
**********
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»
أي: اعترف لله سبحانه وتعالى بالعبودية، بلسانه وقلبه وأفعاله؛ لأن الشهادة ليست
لفظًا يقال باللسان فقط، وإنما هي قول يتلفظ به العبد بلسانه، ويعتقد بقلبه ما تدل
عليه، ولابد أن يعرف معناها - وهو لا معبود بحق إلاَّ الله سبحانه وتعالى ويعمل
بمقتضاها فلا يَعبد إلاَّ الله.
· فلابد من هذه الأمور الثلاثة حتى يكون من أهل هذه الشهادة:
* أن يَنطق بها.
* أن يَعلم معناها.
([1]) أخرجه البخاري (3435)، ومسلم (28).