×

 بالجنة وجعلهم من المُصطفَين، فالمؤمن وإن دخل النار بذنوبه فإنه لا يُخَلَّد فيها بسبب التوحيد، وهذا فيه بيان لفضل التوحيد.

قوله: «فالكل للكل» يعني: الأمن التام والاهتداء التام لمن أتى بكل العبادة وتَجَنَّبَ المعاصي، يحصل له الكل وهو الأمن المطلق.

«والحصة للحصة» الذي جاء بتوحيد ومعاصٍ له أمن وعليه وعيد.

وهذا تَعَهُّد من الله عز وجل لمن شكر وآمن أنه لا يعذبه.

وذَكَر الله عز وجل هذه الطبقات الثلاث في سورة الواقعة، فقال في أولها: ﴿وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ ٧فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ ٨وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡ‍َٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡ‍َٔمَةِ ٩وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ١٠أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ١١ [الواقعة: 7- 11].

فَصَّلهم في أول السورة ثم أجملهم في آخرها، فقال: ﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ ٨٨فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ ٨٩وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ٩٠فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ٩١وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ ٩٢فَنُزُلٞ مِّنۡ حَمِيمٖ ٩٣وَتَصۡلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلۡيَقِينِ ٩٥ [الواقعة: 88- 95].

وكذلك جاء ذكر هذه الطبقات الثلاث في سورة الإنسان، وتفصيل أحوالهم في الآخرة، وشرابهم، وما شابه ذلك.


الشرح