فوقعت القرعة لزكريا عليه
السلام، وكانت خالتها - أخت أمها - تحته، فكفلها زكريا.
﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا
زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ﴾ يعني: المكان الذي تصلي فيه. لأن المحراب معناه: المكان
الذي يُصَلَّى فيه، وليس خاصًّا بالزاوية التي تكون في المسجد الآن.
﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا
زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ
هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ﴾ [آل عمران: 37]،
هذا من كرامات الأولياء، كان يجد عندها في الشتاء فاكهة الصيف، ويجد عندها في
الصيف فاكهة الشتاء! كان يُحضره الله عز وجل إكرامًا لها، وهي تصلي في هذا المكان،
ولا يتصل بها أحد من الخلق، ثم مع هذا يجد عندها نبي الله هذا الرزق!
ثم ذكر قصة زكريا ودعاءه لربه، وذكر بقية قصة مريم وحملها بعيسى، قال عز
وجل: ﴿وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٢يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ
٤٣ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ
يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ
يَخۡتَصِمُونَ ٤٤﴾ [آل عمران: 42- 44]، هذه هي المعجزة، يعني: كيف علمت
أيها الرسول وأنت آخِر الرسل؟! وأنت - أيضًا - أمي لا تقرأ ولا تكتب؟! هذا من أعظم
المعجزات لك.
﴿وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ
يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ
يَخۡتَصِمُونَ﴾ [آل عمران: 44] يعني: لولا أن الله سبحانه أدراك بهذا
ما كنت تدري عنه شيئًا.