×

 لأنهم يستطيعون من الأعمال ما لا تستطيعه الإناث، ولأن عقولهم أوفى من عقول الإناث، بلا شك.

قالت: ﴿وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ تدعو الله أن يحفظها وذريتها من الشيطان الرجيم.

قال عز وجل: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا يعني: تَقَبَّلَ مريم ﴿بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا فنشأت في العبادة والطاعة ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ [آل عمران: 37]، وفي قراءة: «كَفَلها».

لأن بني إسرائيل اختصموا في مريم أيهم يكفلها؛ لأنها بنت عالمهم وحبرهم وشيخهم، فهم تنافسوا أيهم يكفل مريم؛ كما قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ [آل عمران: 44]، عَمِلوا القرعة أيهم يكفل مريم ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ [آل عمران: 44]، يعني: أنك يا محمد لم تشهد هذه القرون الماضية وما حصل فيها، ولكن هذه من آيات الله.

ومن معجزات هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله أخبره بما جرى كأنه حاضر، حتى إن بني إسرائيل انبهروا لأنه جاءهم بمعلومات هم لا يعرفونها من أمورهم، وهي مذكورة في كتبهم وتواريخهم، ويعرفها علماؤهم وأحبارهم، وهو صلى الله عليه وسلم أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، فدل على أن هذا القرآن ليس من عنده، وإنما هو من عند الله عز وجل؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ [النمل: 76]، وهذا من العجائب!! أنه آخِر ما نزل من الكتب ومع هذا يقص أخبار الماضين كما وقعت.


الشرح