×

فأسلم النجاشي رحمه الله لما سمع ما ذكره الله عز وجل من نبأ عيسى عليه السلام وتفاصيل ولادته؛ لأنه لا يمكن أن يكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم.

ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» رَدٌّ على اليهود ورَدٌّ على النصارى.

أما اليهود فلأنهم جحدوا رسالة عيسى عليه السلام، ورَمَوه بالبَهْت - والعياذ بالله - وقالوا: «إنه ولد بَغِيٍّ»، قبَّحهم الله وأخزاهم! وحاولوا قتله، وسَلَّمه الله منهم، ورفعه إليه، وألقى عليهم الخزي.

وأما النصارى فلأنهم لم يُقِروا بأن عيسى عبد الله، وإنما ادعَوا أنه «ابن الله»، أو «ثالث ثلاثة»، أو «هو الله»، ثلاث مقالات لهم، ذكرها الله عز وجل في القرآن: ﴿لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ [المائدة: 72]، ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ [المائدة: 73]، ﴿وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ [التوبة: 30].

ولا يزالون إلى الآن يقولون هذه الأقوال الكفرية الشنيعة ويرددونها في إذاعاتهم؛ يقولون: إن عيسى هو ابن الله، وإنه الإله المُخَلِّص، وإنه مَكَّن من نفسه للقتل، فقُتِل وصُلِب من أجل أن يُخَلِّص العباد من الخطيئة التي ارتكبها آدم عليه السلام !! كما يقولون قبحهم الله.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ» سُمِّي عيسى كلمة لأنه وُجِد بقول الله عز وجل: «كُنْ»؛ لأن الغالب في البشر أنهم يوجدون من ذكر وأنثى، إلاَّ عيسى عليه السلام فإنه وُجِد من أنثى بلا أب، بل بقوله عز وجل: «كُنْ» فكان صلى الله عليه وسلم، وليس هو الكلمة؛ وإنما سُمِّي بالكلمة لأنه خُلِق بها. بخلاف بقية البشر فإنهم يُخْلَقون من أب وأم.


الشرح