×

قوله: «وَالجَنَّةَ حَقٌّ»: أعدها الله للمؤمنين يوم القيامة، وما فيها من القصور، والثمار، والفواكه، والنعيم المقيم، والنظر إلى وجه الله الكريم؛ كما قال الله عز وجل: ﴿عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ [هود: 108]، وقال عز وجل: ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [السجدة: 17].

«وَالنَّارَ حَقٌّ»: أعدها الله عز وجل لمَن كَفَر به، وأشرك في إلهيته وربوبيته، وألحد في أسمائه وصفاته.

ومَن لم يؤمن بالجنة والنار فقد كفر بالقرآن والرسل؛ فإن الله عز وجل بَيَّن الجنة وما أَعَد فيها من النعيم المقيم، وذَكَر أنها دار المتقين، وذَكَر النار وما فيها من العذاب، وأنه أعدها لمن كفر به وأشرك.

قوله: «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»: جواب «مَن» الشرطية، أي: مَن شَهِد أن لا إله إلاَّ الله... إلى آخره؛ أدخله الله الجنة، أي: بإخلاصه وصدقه، والإيمان برسوله وما أُرسِل به، وخالف النصارى واليهود في الغلو والجفاء في حق عيسى، وعَلِم يقينًا أنه عبد الله ورسوله، وآمن بالجنة والنار؛ فمَن كان كذلك أدخله الله الجنة، وإن كان مقصرًا وله ذنوب، فهذه الحسنة العظيمة ترجح بجميع السيئات.

فتدبر هذا الحديث فإنه عظيم، والله أعلم.

**********

 هذا رَدٌّ على المشركين الذين ينكرون البعث. وفي القرآن آيات كثيرة تشهد على إنكارهم للبعث وتَرُد عليهم.


الشرح