والصالحين! فلا تنفعهم «لا إله إلاَّ الله»؛ لأنهم لم
يُخْلِصوا، ويقولونها وهم مشركون.
ولا يمكن أن يُعْمَل بمقتضاها إلاَّ إذا عُلِم معناها؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وقال
عز وجل: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ
بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86]، أي: قال: «لا إله إلاَّ الله» وهو يعلم معناها. وإلا فكيف يعتقدها وكيف يعمل
بمقتضاها وهو لا يعرف معناها؟!
ولذلك عُبَّاد القبور لا يدرون أن معناها أَنْ لا يُعْبَد إلاَّ الله! فلما
جهلوا هذا المعنى صاروا يعبدون غير الله، فآفَتُهُم جاءت من الجهل بمعنى «لا إله إلاَّ الله».
فلابد من العلم بمعناها، ولابد من اليقين، فقد يعرف الإنسان الشيء ويعلمه
لكن لا يعتقده بالقلب، فلا ينفع العلم بدون اعتقاد، قال الله عز وجل في آية آل
عمران: ﴿ يَقُولُونَ
بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ ﴾ [آل عمران: 167]،
والمشركون الأولون أَبَوا أن يقولوها؛ لعلمهم بأنها تقتضي ترك عبادة ما سوى الله.
والمشركون المتأخرون جهلوا هذا، وصاروا يقولونها وهم يشركون بالله عز وجل لأنهم
يجهلون المعنى.
قوله: «ولِما دلت عليه هذه الكلمة
مُطابَقةً»؛ لأن اللفظ له ثلاث دلالات:
* دلالة مطابقة.
* أو دلالة تضمن.