×

 وكذلك من قالها غير صادق في قوله؛ فإنها لا تنفعه؛ لمخالفة القلب اللسان؛ كحال المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.

وكذلك حال المشرك، فلا تُقبل من مشرك؛ لمنافاة الشرك للإخلاص، ولِما دلت عليه هذه الكلمة مُطابقةً؛ فإنها دلت على نفي الشرك، والبراءة منه، والإخلاص لله وحده لا شريك له مُطابقةً.

ومَن لم يكن كذلك لم ينفعه قوله: «لا إله إلاَّ الله»؛ كما هو حال كثير من عَبَدة الأوثان؛ يقولون: «لا إله إلاَّ الله»، وينكرون ما دلت عليه من الإخلاص ويعادون أهله، وينصرون الشرك وأهله.

**********

 قوله: ﴿حَنِيفٗاۖ يعني: مخلصًا.

وقوله: ﴿وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ هذه هي البراءة من الشرك وأهله.

قوله: ﴿وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ هذا هو التوحيد، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ أي: متبع للرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا فيه شرطا قَبولِ العمل، وهما: الإخلاص والمتابعة، لابد من هذين الشرطين، وهذا ينفي البدع والمحدثات والخرافات، فلا يُعْبَد الله إلاَّ بما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم وما وافق السنة. فهذا هو الذي تنفعه «لا إله إلاَّ الله».

وهذه الكلمة: «لا إله إلاَّ الله» تسمى العروة الوثقى، وتسمى كلمة الإخلاص، وتسمى كلمة التوحيد، فلها عِدَّة أسماء.

وكثير ممن يقولونها الآن لا يُخْلِصون لله عز وجل، وإنما يَدْعُون غيره من الأموات والقبور! وصار شغلهم الشاغل التعلُّق بالمخلوقين والأولياء


الشرح