قوله:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ
مُوسَى: يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: قُلْ
يَا مُوسَى: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ. قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا.
قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي
وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، ولاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ
مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ». ([1]).
فـ
«لا» نافية للجنس نفيًا عامًّا إلاَّ ما استُثني، وخبرها محذوف، تقديره: لا إله
«حق» إلاَّ الله.
**********
لما كانت نعمة الله عز وجل على
موسى عليه السلام نعمة عظيمة، فقد اصطفاه الله على الناس برسالاته وبكلامه؛ أراد
أن يقوم بشكر هذه النعمة؛ لأنه كلما عَظُمت النعمة عَظُم الشكر، قال عليه السلام: «يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ
وَأَدْعُوكَ بِهِ».
وهذا يدل على أن العبادات توقيفية، فلا يجوز الإقدام على شيء منها إلاَّ
بأمر الله سبحانه وتعالى، فهذا كليم الله ورسوله إلى فرعون لا يفعل عبادة إلاَّ
بأمر الله سبحانه وتعالى، فكيف بغيره؟! فهذا فيه الرد على المبتدعة الذين يتعبدون
لله بما تستحسنه عقولهم، أو بما أدركوا عليه آباءهم وأجدادهم من غير دليل.
فإذا كان موسى كليم الله يطلب من ربه أن يعلمه شيئًا يذكره به ويدعوه به، فغيره من باب أَوْلى.
([1]) أخرجه: النَّسائي في «الكبرى» رقم (10602)، وأبو يعلى رقم (1393)، وابن حبان رقم (6218)، والحاكم رقم (1936).