×

وفي هذا الحديث أيضًا أن الأنبياء بحاجة إلى تعليم الله لهم؛ كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا [طه: 114]، وقال الله عز وجل في آية سورة النساء: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا [النساء: 113].

فإذا كان الأنبياء بحاجة إلى تعليم الله وإلى تشريع الله لهم في العبادة، فكيف بغيرهم ممن يبتدع البدع، ويتقرب بها إلى الله، ويظن أنها تنفعه عند الله، وأنه ليس بحاجة إلى الرجوع إلى الشرع، كما يفعله المبتدعة؟!

وقوله: «شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ»، قَالَ: قُلْ يَا مُوسَى: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» هذا فيه أن «لا إله إلاَّ الله» ذِكر، وأنها دعاء عبادة.

·       لأن الدعاء على قسمين:

الأول: دعاء عبادة، وهو الثناء على الله عز وجل بأسمائه وصفاته.

الثاني: دعاء مسألة، وهو طلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى.

قال الله عز وجل: «قُلْ يَا مُوسَى: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»» أرشده الله وعَلَّمه إلى ما يَذْكُره ويدعوه به، وهو قول: «لا إله إلاَّ الله»، فدل ذلك على أنها أعظم الذِّكر؛ لأنها كلمة الإخلاص، وهي العروة الوثقى؛ لأنها جمعت بين نفي الشرك وإثبات التوحيد لله عز وجل. وهي كلمة عظيمة مع قلة ألفاظها واختصارها، وخِفتها على اللسان.


الشرح