×

 فهذا الحديث دل على ما دل عليه الحديث الذي قبله؛ أنه لو تاب من الشرك قبل موته ومات على التوحيد، دخل الجنة.

ففيه الحث على سؤال الله حُسْن الخاتمة. وفيه الحث على التوبة إلى الله عز وجل قبل الموت. وفيه أن الإنسان لا يأمن على نفسه من الشرك الذي هلك فيه خلائق كثيرة من الناس.

قوله: «مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» مَن مات على التوحيد لا يشرك بالله شيئًا -يعني: على التوحيد الخالص لله عز وجل - دخل الجنة.

وهذا مجمل تُفَصِّله النصوص الأخرى؛ أنه لو كان عنده كبائر - إن شاء الله غفرها وأدخله الجنة بلا عذاب، وإن شاء الله عذَّبه بذنوبه في النار ثم يخرجه منها. وأما إن لم يكن عنده كبائر، فإنه يدخل الجنة بلا عذاب. فلابد من هذا التفصيل.

وعلى كل حال: الحديث يدل على أن الاعتبار بالخواتيم، وأن مَن مات على الشرك فهو من أهل النار. ولو كانت سبقت له أعمال طيبة وأعمال صالحة فإنها تُحبَط وتَبطل بالشرك، فإذا مات عليها لم تنفعه أعماله مهما كانت؛ لأن الشرك يُحبط الأعمال، ولا يبقى معه عمل.

فهذا الباب بمجمله يدل على الخوف من الشرك، ففقه المطابقة من هذه الأدلة لما ترجم له الشيخ رحمه الله أن الخوف من الشرك عظيم جدًّا، ولا يأمن الشركَ أحد مهما بلغ.


الشرح