قوله: «مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لاَ
يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» أيّ شيء من الأشياء، بأن يدعو الملائكة، أو الرسل، أو
الأولياء والصالحين، أو الأشجار، أو الأحجار... أو غير ذلك؛ لأن كلمة «شَيْئًا» تشمل كل ما يُعْبَد من دون
الله، من حي أو ميت، أو جامد أو متحرك.
فالذين يقولون: إن الشرك هو عبادة الأصنام فقط.
نقول: هذا من الجهل والغرور، بل الشرك هو عبادة غير الله، سواء أكان من
الأصنام أم من غيرها.
قوله: «دَخَلَ الْجَنَّةَ» فمصير
المشرك إلى النار.
قوله: «وأما الأصغر - كيسير الرياء،
وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقوله:
ما لي إلاَّ الله وأنت، ونحو ذلك -: فهذا لا يكفر إلاَّ برجحان السيئات بالحسنات».
· اختلف العلماء في الشرك الأصغر على أقوال، هي:
الأول: أن الله عز وجل يغفره للعبد ويُدخله الجنة.
الثاني: أنه لابد من تعذيبه، لكنه لا يُخَلَّد في النار.
الثالث: إن رجحت حسناته غُفِر له، وإلا لم يُغفَر له.
ثلاثة أقوال في هذه المسألة، والصحيح - والله أعلم - أنه لا يُغْفَر، أي:
لابد من تعذيبه، لكنه لا يُخَلَّد في النار؛ وذلك لعموم قوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ
بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48]، وهذا
عام في الأكبر والأصغر، لكن المشرك شركًا أصغر لا يُخَلَّد في النار، بل يُعَذَّب
على قدر شركه. وهذا مما يدل على خطورة الشرك الأصغر.