×

قوله: ولمسلم: عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» ([1]).

قوله: «وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» هذا هو الإخلاص كما تقدم.

وقوله: «وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» هذا هو الشرك، فمَن لَقِي الله بشرك دخل النار، قَلَّ أو كَثُر.

أما الشرك الأكبر فلا عمل معه، ويوجب الخلود في النار؛ كما تقدم في معنى الآيات.

وأما الأصغر - كيسير الرياء، وقول الرجل: «ما شاء الله وشئتَ»، وقوله: «ما لي إلاَّ الله وأنت»، ونحو ذلك - فهذا لا يُكفَّر إلاَّ برجحان السيئات بالحسنات.

قال بعض العلماء: اقتصر على نفي الشرك؛ لاستدعائه التوحيد بالاقتضاء، واستدعائه إثبات الرسالة باللزوم؛ إذ مَن كَذَّب رسل الله فقد كَذَّب الله، ومَن كَذَّب الله فهو مشرك.

فالمراد: مَن مات حال كونه مؤمنًا بجميع ما يجب الإيمان به، إجمالاً في الإجمالي، وتفصيلاً في التفصيل. انتهى.

**********

قوله: «مَنْ لَقِيَ اللهَ» يعني: مات؛ لأن الإنسان إذا مات فقد لقي ربه سبحانه وتعالى؛ مثل حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا».


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1395)، ومسلم رقم (19).