×

«فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» هذا فيه بيان مَصْرِف من مصارف الزكاة.

والفقراء هم أهم أصناف أهل الزكاة؛ لأن أهل الزكاة ثمانية أصناف؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ [التوبة: 60].

أول هذه المصارف: الفقراء، و«الفقير»: هو مَن لا يجد شيئًا أصلاً، أو يجد شيئًا لا يكفيه لسَنَته. أما الذي يجد ما يكفيه لسَنَته فهذا غني لا تحل له الزكاة.

وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز الاقتصار في صرف الزكاة على صنف واحد من الأصناف الثمانية، ولا يَلزم أنه يُعَمَّم الأصناف الثمانية بها.

وفيه دليل على أن الزكاة تُصْرَف في فقراء البلد. فما دام البلد فيه فقراء فهي حق لهم، ولا يجوز نقلها عنهم إلى بلد آخر وهم محتاجون إليها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ»، وهذا أمر يَغفل عنه كثير من الناس.

في هذا الحديث ذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أركان من أركان الإسلام:

الركن الأول: «شهادة أن لا إله إلاَّ الله»، وفي ضمنه «شهادة أن محمدًا رسول الله»؛ لأن «شهادة أن لا إله إلاَّ الله» لا تصح إلاَّ مع «شهادة أن محمدًا رسول الله»، لكنه اقتصر عليها لأن «شهادة أن محمدًا رسول الله» داخلة في ضمنها.


الشرح