إقامة الصلوات الخمس.
وفي هذا دليل على أهمية الصلاة، وأنها يُدعى إليها بعد الدعوة إلى التوحيد؛
لأنها عمود الإسلام.
ولا يَكفي أن يصلي الإنسان فرضًا ويترك فرضًا، أو يصلي غالب الفروض ويترك
بعضها، بل لابد أن يحافظ عليها جميعًا، خمس صلوات تتكرر في كل يوم وليلة، يحافظ
عليها مدى الحياة، من حين سن التكليف إلى أن يتوفاه الله وهو يحافظ على هذه
الصلوات الخمس في كل يوم وليلة.
قوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ»
أي: قَبِلوا منك الصلاة وأقاموها، «فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ
فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» انتقل إلى الركن الثالث وهو الزكاة. والزكاة حق
في أموال الأغنياء للفقراء، قال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ
فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ٢٥﴾ [المعارج: 24- 25]،
والزكاة قرينة الصلاة في اثنين وثمانين موضعًا من كتاب الله عز وجل، مما يدل على
أهميتها.
والزكاة تسمى أيضًا: «صدقة واجبة»؛
لأن الصدقة على قسمين: صدقة واجبة، وصدقة تطوع، فالزكاة صدقة واجبة؛ لأنها فرض
وركن من أركان الإسلام.
قوله: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ»
و«الغني»: هو الذي يملك النِّصَاب
الفاضل عن كفايته وكفاية مَن يعول. ونِصَاب كل شيء بحَسَبه كما بَيَّنَتْه
السُّنة.