×

فالذي يريد الدعوة إلى الله على الوجه الصحيح يمشي على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: ««فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» - وفي رواية: «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى»» جاء المصنِّف رحمه الله بهذه الرواية ليفسر بها «شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله»، وأن معنى «شهادة أن لا إله إلاَّ الله» توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة. هذا هو المقصود من «شهادة أن لا إله إلاَّ الله»، أما الذي يشهد أن لا إله لا الله، ولا يُفْرِد الله بالعبادة، بل يدعو غيره - فهذا وإن كان يشهد بها نطقًا، لكنه لا يشهد بها حقيقة ولا يعمل بمقتضاها.

قوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ» أي: أوجب عليهم «خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» وهذا هو الركن الثاني من أركان الإسلام، فإذا تحقق الركن الأول ننتقل إلى الركن الثاني، وإلا فليس هناك فائدة أن يُؤْمَروا بالصلاة وهم لا يشهدون أَنْ لا إله إلاَّ الله حقيقة، وإن كانوا يتلفظون بها! لا فائدة في هذا حتى يحققوا التوحيد، حينئذٍ تدعوهم إلى الصلاة وإلى ما بعدها.

قوله: «خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»، وهي: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء. هذه خمس صلوات في كل يوم وليلة تجب المحافظة عليها.

أما الذي لا يصلي أو يصلي وقتًا دون وقت، فهذا ليس بمسلم، وإن شهد أَنْ لا إله إلاَّ الله فإنه ليس بمسلم؛ لأنه لم يُقم الركن الثاني، وهو


الشرح