×

 كتاب، ومع هذا صاروا بحاجة إلى من يدعوهم إلى أهم شيء، وهو «شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله»، فاليهود والنصارى يقولون: «لا إله إلاَّ الله» بألسنتهم، ولكنهم لا يحققونها بأعمالهم، فمنهم مَن يقول: «المسيح ابن الله»، ومنهم مَن يقول: «عُزَيْرٌ ابن الله»، فليس المراد مجرد اللفظ والنطق بـ «لا إله إلاَّ الله»، بل لابد من تحقيقها بالاعتقاد والعمل.

ومثلهم عُبَّاد القبور اليوم، الذين يقولون: «لا إله إلاَّ الله»، بكثرة، لكنهم يدعون غير الله، ويعبدون غير الله، فلا تفيدهم «لا إله إلاَّ الله»، فهم في حاجة إلى مَن يدعوهم إلى «شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله»، وإن كانوا يُصَلُّون، ويصومون، ويَحُجون، ويبكون، ويقرءون القرآن! فما دام عندهم شرك فإن هذه الأعمال لا تنفعهم، وهم بحاجة إلى الدخول في الإسلام من جديد.

المسألة الثالثة: التدرج في الدعوة، وأن الداعية إلى الله يتدرج ويبدأ بالأهم فالمهم، يبدأ بالتوحيد أولاً، ثم ينتقل إلى الصلاة لأنها أهم شيء بعد التوحيد، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الزكاة لأنها قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل. فيدعو بالتدريج شيئًا فشيئًا.

هذا منهج الدعوة الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نأخذ منهج الدعوة من سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نأخذه من منهج الطائفة الفلانية، أو الفِرقة الفلانية، أو الجماعة الفلانية التي تضع لنفسها منهجًا تسير عليه! بل نحن نسير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونترك الاصطلاحات والمناهج المحدثات والمخططات التي يضعها البشر.


الشرح