×

 «وفي رواية: «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا - اللَّهَ تَعَالَى -»» دليل على مسائل:

المسألة الأولى: أنه يُبدأ بالدعوة إلى التوحيد قبل كل شيء؛ لأن التوحيد هو أساس العقيدة، فإذا صلح التوحيد فحينئذٍ تُبْنَى عليه الأعمال، وإذا لم تصلح العقيدة فلا فائدة من الأعمال.

فيجب على الداعية أول ما ينظر في أمر الناس ينظر في عقيدتهم، فإن كان فيها خلل أو فساد فإنه يدعو إلى إصلاحه؛ حتى تكون الأعمال صحيحة ونافعة عند الله. أما إن كانت العقيدة فاسدة فإن الأعمال لا تنفع، وجهد الداعية لا يفيد.

وقد كانت الرسل أول ما تبدأ أقوامها بالدعوة إلى التوحيد، فيقولون: ﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ [الأعراف: 59]، لم يبدءوهم بالنهي عن الزنا أو الربا، وإن كانت هذه محرمات وكبائر، لكن بدءوهم بما هو أهم وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده. فعلى هذا المنهج أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامله أن يسير على منهج الأنبياء.

أما الذي لا يدعو إلى التوحيد ولا يهتم به، وإنما يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويدعو إلى الفضائل والزهد، ويترك الدعوة إلى التوحيد - فهذا مخالف لدعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ودعوته لا تثمر ولا تفيد شيئًا.

المسألة الثانية: أن العلماء يحتاجون إلى من يدعوهم إذا كان عندهم انحراف، ولا يقال حينئذٍ: «إنهم علماء لا يحتاجون للدعوة» فهؤلاء أهل


الشرح