×

 الخمس تدعو إلى المحافظة على بقية أمور الدين. أما الذي لا يصلي فإنه لا يبالي ببقية أمور الدين.

وأيضًا: إذا أدى الإنسان الزكاة طيبة بها نفسه، وآثر حب الله على حب المال؛ سَهُل عليه التصدق والإنفاق في سبيل الله وفي وجوه البر.

فالرسول صلى الله عليه وسلم ذَكَر أمهات العبادات التي يدخل غيرها في ضمنها وتحتها، فذَكَر العبادة القولية وهي الشهادة، والعبادة البدنية وهي الصلاة، والعبادة المالية وهي الزكاة. ويدخل تحت هذه العبادات العظام غيرها من الأعمال.

والشاهد للباب من حديث معاذ رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ...» فهذا فيه الدعوة إلى الله، وفيه بيان منهج الدعوة، وهو أنه يبدأ بالأهم فالمهم، ويتدرج بالدعوة شيئًا فشيئًا، وأنه يَعْرِف أحوال المدعوين من أجل أن يتعامل معهم بما يليق بهم، وأن خطاب العلماء غير خطاب العوام؛ العلماء يحتاجون إلى مناظرة وإلى مجادلة - كحال اليهود والنصارى - أما العوام فلا يحتاجون أكثر من الأمر والنهي. فيجب على الداعية أن يكون مُؤهَّلاً لذلك.

قال الشيخ رحمه الله واصفًا حال المتأخرين في عصره في فَهْمهم لمعنى «لا إله إلاَّ الله»: «فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمَشاهد، فيأتون بما ينافيها، فيُثبِتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم، ويَنفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك. وظنوا أن معناها: «القدرة على الاختراع»! تقليدًا للمتكلمين من الأشاعرة وغيرهم».


الشرح