×

 قال عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، والسُّدِّي... وغيرهم، في قوله: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ: يعني: «لا إله إلاَّ الله» لا يَزال في ذريته مَن يقولها.

**********

الآية الثانية: قوله عز وجل: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٢٨ [الزخرف: 26- 28].

إبراهيم هو الخليل عليه السلام، اتخذه الله عز وجل خليلاً، وأثنى عليه في القرآن الكريم، وجعله إمامًا للناس، أي: قدوة يُقتدى به، وجَعَل النبوة في ذريته من بعده، قال عز وجل: ﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَ [العنكبوت: 27]، فأنبياء بني إسرائيل من ذرية إسحاق، ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل، وكلهم من ذرية إبراهيم عليه السلام؛ ولهذا سُمي: أبا الأنبياء.

قوله عز وجل: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ أول ما بدأ بأبيه، ﴿وَقَوۡمِهِۦٓ الذين بعثه الله إليهم، وهم الصابئة المشركون الذين كانوا يعبدون الكواكب. بدأ بأقرب الناس إليه، وهو أبوه، تبرأ منه ومن عبادته، وتبرأ من محبته وموالاته، وهو أقرب الناس إليه ﴿إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ يعني: إنني بريء ومتبرئ منكم ومن معبوداتكم. وأصل البراءة: البعد عن الشيء والانقطاع عنه.

قال: ﴿إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ وهذه الآية فيها المقاطعة للمشركين، ولمعبوداتهم والابتعاد عنهم. وهذا هو معنى «لا إله إلاَّ الله» تمامًا؛ لأن قوله: ﴿إِنَّنِي بَرَآءٞ فيه نفي مثل: «لا إله»، وقوله: ﴿إِلَّا ٱلَّذِي


الشرح