×

 فَطَرَنِي فيه إثبات؛ مثل: «إلا الله»، فهي تفسير «لا إله إلاَّ الله» وأن معناها البراءة من الشرك وأهله، وعبادة الله وحده لا شريك له.

فهي اشتملت على النفي والإثبات وإخلاص العبادة لله، والبراءة من الشرك. وهذا هو تفسير شهادة أن لا إله إلاَّ الله. وليس معناها: «لا قادر على الاختراع ولا الخلق ولا الرزق إلاَّ الله» -كما يقوله علماء الكلام- فإن هذا لا يَزيد على توحيد الربوبية، وليس هو المطلوب.

وفي الآية البراءة من الشرك وأهله وأنه من معنى «لا إله إلاَّ الله».

فالذي يعبد الله ويعبد معه غيره، فهذا لم يحقق «لا إله إلاَّ الله»، وإن كان يتلفظ بها بلسانه.

فالذي يقول: «لا إله إلاَّ الله»، ثم يذهب إلى القبور، ويطلب منها الحوائج، ويتمسح بها، ويستغيث بها، ويطلب المدد منها، ويطوف بها - فهذا لم يتبرأ من الشرك، فلا تنفعه «لا إله إلاَّ الله»، ولو قالها عدد الأنفاس!! لأن «لا إله إلاَّ الله» ليست مجرد لفظ يقال باللسان، وإنما لها مقتضى ومدلول ومعنى لابد أن يُحقَّق، وهو: عبادة الله، والبراءة من الشرك والمشركين.

قال: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ جعل «لا إله إلاَّ الله» كلمة باقية، ﴿فِي عَقِبِهِۦ في ذرية إبراهيم عليه السلام، فلا يَزال فيها من يقول هذه الكلمة ويعمل بها إلى أن بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم بها ودعا إليها.

فلم تَخْلُ الأرض من التوحيد ولله الحمد، ولا تخلو إلاَّ عند قيام الساعة، وإذا خلت الأرض من التوحيد قامت الساعة؛ كما في


الشرح