×

ويَشهد لهذه الآية آيات أُخَر؛ كما في سورة الأنعام لما ذكر الله عز وجل أن المشركين يستبيحون الميتة، مع أن الله حرمها ونهى عباده عنها، وأخبر أن المشركين سيجادلون المؤمنين في ذلك، قال تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ، ثم قال: ﴿وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ وإن أطعتم المشركين في استباحة الميتة ﴿إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ [الأنعام: 121].

ويقول الله عز وجل: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ [الشورى: 21]، يعني: شَرَعوا لهم من الحلال والحرام والعبادة ما لم يأذن به الله. فالتشريع حق لله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن يطاع فيه أحد من المخلوقين غير الرسل.

فمَن أطاع أحدًا من المخلوقين في التشريع فإنه قد اتخذه شريكًا لله عز وجل، وهذا من معنى «لا إله إلاَّ الله»، وهو إفراد الله عز وجل بالطاعة في تحريم ما حرمه وتحليل ما أحله.


الشرح