×

 نعبدهم. فقال: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ».

فمعنى ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ أنهم أطاعوهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال.

فدل هذا على أن من أطاع مخلوقًا في تحليل ما حَرَّم الله أو تحريم ما أحل الله، فقد اتخذه ربًّا يعبده من دون الله. وهذا ما يسميه العلماء بـ «شِرْك الطاعة».

والشاهد من الآية للباب: أنها دلت على أن من معنى «لا إله إلاَّ الله»: أن لا يطاع إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وأن مَن أطاع أحدًا في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، فقد اتخذه ربًّا من دون الله. لكن إذا كان يعتقد أن تحليل الحرام وتحريم الحلال أمر جائز، فهذا شرك أكبر يُخرجه من الملة. أما إذا لم يعتقد جواز هذا، بل يعتقد أن التحليل والتحريم حق لله سبحانه وتعالى، ولكنه فعله من باب الهوى أو من باب تحصيل بعض المصالح، فهذه معصية عظيمة، لكنها لا تصل إلى حد الشرك الأكبر.

فطاعة المخلوقين في تحليل الحرام وتحريم الحلال لا تجوز أبدًا، لكن فيها تفصيل من حيث الكفر والشرك وعدم ذلك.

والحاصل من هذا كله: أن الآية الكريمة دلت على أن من تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلاَّ الله - أن لا يطاع إلاَّ الله سبحانه وتعالى في الحلال والحرام. وأن مَن أطاع مخلوقًا في التحليل والتحريم فقد اتخذه ربًّا من دون الله عز وجل.


الشرح