وقوله
تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ الآية [التوبة:
31].
وقوله
تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ الأحبار: هم
العلماء. والرهبان: هم العُبَّاد.
وهذه
الآية قد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعَديّ بن حاتم، وذلك أنه لما جاء
مسلمًا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه هذه الآية. قال: فقلت:
إنهم لم يعبدوهم! قال: «بلى، إنهم حَرَّموا عليهم الحلال، وحللوا لهم الحرام،
فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم»، رواه أحمد، والترمذي وحَسَّنه، وعبد بن حُمَيْد،
وابن أبي حاتم، والطبراني، من طرق ([1]).
**********
الآية الثالثة: قوله عز وجل:
﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ «الأحبار»: جمع حَبْر أو حِبِر، وهو
العالِم. و«الرهبان»: جمع راهب، وهو
العابد.
والأحبار والرهبان موجودون في اليهود والنصارى.
فاليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله.
بأي شيء اتخذوهم أربابًا من دون الله؟
فَسَّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعَدي بن حاتم الطائي؛ لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه قول الله عز وجل: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ استشكلها عَدي؛ لأنه كان نصرانيًّا، فقال: يا رسول الله، لسنا
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3095)، والطبراني في «الكبير» رقم (218)، والبيهقي في «الكبرى» رقم (20350).