×

قال رحمه الله: «باب من الشرك» أي: من أنواع الشرك. قد يكون من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر؛ كما سيأتي.

«لُبْس الحلقة والخيط ونحوهما» «الحلقة»: هي ما يحيط بالشيء؛ الشيء المدور الذي يحيط بالعضو؛ كالإصبع والعَضُد والذراع. الشيء المستدير على الشيء. و«الخيط»: معروف، ربط الخيط على العضو. هذا معنى لُبْس الحلقة والخيط، أي: وضعهما على الجسم.

«لرفع البلاء أو دفعه» لهذا الغرض. أما إذا كان لُبْس الحلقة أو لُبْس الخيط لغير هذا الاعتقاد فلا مانع منه. إنما إذا كان الغرض منع دفع البلاء الذي قد ينزل أو رفعه إذا نزل؛ لأنه لا يرفع البلاء ولا يدفعه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

فمَن اعتقد أن الخيط أو الحلقة أو غيرهما؛ من الخرز، والوَدَع، والتمائم، والحروز، والحُجُب... ونحو ذلك - تنفع أو تضر، فقد أشرك بالله عز وجل؛ لأنه اعتقد في غير الله لدفع الضر أو جلب الخير.

والله عز وجل يقول: ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ [الزمر: 38]، و«ما» هنا في قوله: ﴿مَّا تَدۡعُونَ موصولة، وهي عامة وهي من صيغ العموم، يعني: جميع ما تَدْعُون من دون الله. ويَدخل فيها الخيط والحلقة، والوَدَعة والتميمة.


الشرح