فهذه الآية أَمَر فيها
الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يَسأل المشركين الذين يعبدون ويدعون غير
الله عز وجل، أن يسألهم: هل هذه الأشياء التي يَدْعُونها تدفع عنهم الضُّر أو تجلب
لهم الخير؟ وهل هي تَقْدِر على منع ما أراده الله بعباده من خير أو شر؟ سألهم هذا
السؤال فلم يجيبوا؛ لعِلْمهم بأن هذه الأشياء لا تنفع ولا تضر. وإلا لو كانوا
يعتقدون فيها ذلك لأجابوا، لكنهم لم يجيبوا.
فالسؤال مطروح إلى يوم القيامة، أيُّ مشرك من هؤلاء موجَّه له هذا السؤال
أن يجيب عنه، ولم يجب أحد من هؤلاء المشركين قديمًا ولا حديثًا!! فدل على بطلان
هذا العمل، وأنه شرك بالله عز وجل.
ولهذا قال عز وجل في ختام الآية: ﴿قُلۡ
حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَل﴾ أي: الله كافيَّ عن هذه الأشياء، فلا حاجة لي إلى غير
الله، ﴿عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ المرء يعتمد على
الله ولا يعتمد على غيره؛ من الخيوط والحلقات والخَرَز والوَدَع والحُجُب، والحروز
والتمائم... وغير ذلك!! يعتمد على الله ويتوكل عليه؛ لأنه سبحانه هو النافع الضار.