×

 فإبراهيم عليه السلام أعرض عن هذا ولم يَرُد عليه في هذا، لكن جاء له بشيء لا يستطيع التحايل فيه، فقال له: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ يعني: إذا كنتَ تحيي وتميت كما تزعم، فأتِ بالشمس من المغرب! ﴿فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ واختزى أمام الناس ولم يستطع الجواب، مع أنه ملك جبار!!

قوله: «فأقام الله عز وجل الحُجة على المشركين بما يُبطل شركهم بالله وتسويتهم غيره به في العبادة - بضرب الأمثال وغير ذلك، وهذا في القرآن كثير»؛ فالقرآن كله براهين وأدلة على التوحيد، وفيه الرد على الشرك والمشركين، لكن يحتاج إلى تدبر وتأمل.

قوله: «كقوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡ‍ٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ».

الله عَجَّز آلهتهم كلها، وتحدَّاهم أن يخلقوا ذبابة، وهي أضعف المخلوقات، فلم يستطيعوا أن يخلقوا ذبابة! فدل على بطلان آلهتهم؛ لأنها عاجزة.

وهذا المثل الذي ضربه الله عز وجل باقٍ ومستمر إلى يوم القيامة لجميع الناس، ويتحداهم الله عز وجل أن يخلقوا هذا الذباب الضعيف، فلم يستطع أحد أن يخلق وأن ينفخ الروح في هذه الأشياء؛ لأن هذا من خصائص الله سبحانه وتعالى.


الشرح