والناس الآن يصورون صورًا،
وينمقونها، وينحتون التماثيل، فإذا رأيتها تظنها إنسانًا، متكاملة في ملامحها وفي
صفاتها، لكن ليس فيها روح! فهم لا يستطيعون أن ينفخوا فيها الروح، ولا يستطيعون أن
يجعلوا فيها لحمًا ودمًا وعِرقًا، ولا أن يجعلوها تبصر وتسمع، إنما هي صورة فقط!
فهذا تعجيز لهم.
قال: «وقال عز وجل: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ
مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ﴾ الآية»؛ ذلك أن بيت العنكبوت لا يقي من الحر ولا من
البرد، ولا يظلل من الشمس. فكذلك آلهة المشركين لا تنفع ولا تضر، فوجودها كعدمه
سواء مثل بيت العنكبوت. أيضًا: بيت العنكبوت ضعيف جدًّا أي شيء يمسه ينقضه، لا
يستطيع البقاء والمجابهة! وكذلك هذه الآلهة ضعيفة جدًّا.
قال: «وقال الله عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ﴾ الآية» لا يخلقون شيئًا. وهذه صفة يشترك فيها كل
المخلوقات مهما أوتيت من القوة والقدرة، فالذين يخترعون الطائرات والبوارج والمراكب،
والقاذفات والصناعات الدقيقة - لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابًا ولا ذَرة ولا نملة،
فدل على عجزهم وضعفهم!!