ذكَر
العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية، ما رواه ابن أبي حاتم عن قيس
الحَجاج، عن حَنَش الصنعاني، عن ابن عباس مرفوعًا: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ،
احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ. تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ
يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ. وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا
اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ. وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا
عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ
اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ
بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. جَفَّتِ الصُّحُفُ ورُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ.
وَاعْلمْ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَأَنَّ النَّصْرَ
مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا» ([1]).
**********
فالأمور كلها مرجعها إلى الله
سبحانه وتعالى !! فهو الذي يستحق أن يُعْبَد، وأن يُتوكل عليه، وأن يُدْعَى ويُرجى
ويُخاف سبحانه وتعالى. وما عداه فإنه خَلْق من خلق الله، مُسخَّر بيد الله سبحانه
وتعالى، إن شاء سلطه عليك وإن شاء منعه عنك.
ما في الأرض من الأشرار من بني آدم، ومن الشياطين من الجن والإنس، ومن
الحيات والسباع، ومن سائر الأشياء الضارة - كلها بيد الله سبحانه وتعالى، إن شاء
سلطها عليك، وإن شاء أمسكها عنك. فلا تَخَفْ من غير الله عز وجل !!
وكذلك الخير بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 26].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2803)، والحاكم رقم (6304)، والبيهقي في «الشعب» رقم (1043).