فلا يملك أحد من الخلق أن يعطيك شيئًا من الخير إلاَّ إذا أراده الله
سبحانه وتعالى لك، ويكون هذا المخلوق سببًا فقط أجرى الله على يده الخير لك، أو
أجرى الله على يده الضرر عليك.
فما هي إلاَّ أسباب، وإلا فما من شك أن النار تحرق، وأن السبع يفترس، وأن
العدو يفتك بعدوه، ولا شك أن الله خَلَق أشياء فيها ضرر، ولكن هذه الأشياء جنود من
جنود الله سبحانه وتعالى، ونواصيها بيده عز وجل: ﴿مَّا مِن
دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ﴾ [هود: 56]، فإذا
أراد الله سلط عليك هذه الجنود أو حبسها عنك.
فلا تُعَلِّق قلبك إذًا إلاَّ بالله عز وجل، ولا تتوكل إلاَّ عليه، ولا
تفوض أمورك إلاَّ إليه سبحانه وتعالى.
ولا يمنع هذا من أن تتخذ الأسباب الجالبة للخير، والأسباب الواقية من الشر،
ولكن مع الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.