×

قوله: عن عِمْران بن حُصَيْن: أن النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالَ: هَذِهِ مِنَ الْوَاهِنَةِ. قَالَ: «انْزِعْهَا فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْنًا؛ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا» رواه أحمد بسند لا بأس به ([1]).

قوله: عِمران بن حُصَيْن أي: ابن عُبَيْد بن خلف الخزاعي، أبو نُجَيْد - بنون وجيم، مصغر - صحابي ابن صحابي، أسلم عام خيبر، ومات سنة اثنتين وخمسين بالبصرة.

قوله: رَأَى رَجُلاً، وفي رواية الحاكم: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَفِي عَضُدِي حَلْقَةٌ صُفْرٌ فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟!»... الحديث ([2])، فالمبهم في رواية أحمد هو عِمران راوي الحديث.

قوله: «مَا هَذِهِ؟» الظاهر أنه للإنكار عليه.

قوله: «مِنَ الْوَاهِنَةِ» قال أبو السعادات: الواهنة: عِرق يأخذ في المَنكِب وفي اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرض يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء.

وإنما نهاه عنها لكونه يَظن أنها تمنع عنه هذا الداء أو ترفعه. فأَمَره النبي صلى الله عليه وسلم بنزعها لذلك، وأخبر أنها لا تَزيده إلاَّ وَهْنًا! فإن المسلم يُعامَل بنقيض قصده؛ لأنه عَلَّق قلبه بما لا ينفعه ولا يدفع عنه.

فإذا كان هذا في حَلْقة صُفْر، فما الظن فيما هو أَطَمّ وأعظم؟! كما وقع من عبادة القبور والمَشاهد والطواغيت... وغيرها، كما لا يخفى على مَن له أدنى مُسْكة من عقل.


الشرح

([1])  أخرجه ابن ماجه رقم (3531)، وأحمد رقم (20000)، وابن حبان رقم (6085)، والطبراني في «الكبير» رقم (414).

([2])  أخرجه: الحاكم رقم (7502)، والطبراني في «الكبير» رقم (348).