فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32]. هذه
المنافع في الأصل للمسلمين، ولكن لما تكاسل المسلمون أخذها أعداؤهم.
فلا مانع أن ينتفع المسلمون بهذه الأشياء المفيدة. وليس هذا من التشبه،
إنما التشبه هو تقليدهم في الأمور التي لا فائدة منها ولا قيمة لها، أو الأمور
التي تدخل في العبادة والعقيدة والدين.
وهنا مسألة مهمة: قد يقول قائل: أنتم تُحَرِّمون التبرك بالأشجار والأحجار
والقبور، في حين أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بريق النبي صلى الله عليه
وسلم وشعره ووَضوئه، أليس هذا تبركًا بمخلوق؟!
فالجواب عن ذلك أن نقول: هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما انفصل من
جسده صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مبارك، فما انفصل من جسده من ريق أو عَرَق، أو شعر
أو وَضوء؛ فإنه يُتبرك به.
أما التبرك بغير النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لم يَرِد حتى مع أفضل
الأمة؛ كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والعشرة المبشرين بالجنة، وأصحاب بدر، وأصحاب
بيعة الرِّضوان، لم يُذكر أن المسلمين كانوا يتبركون بهؤلاء؛ لا بريقهم ولا
بعَرقهم ولا بشعورهم.
فالتبرك لا يجوز؛ لا بالأشجار، ولا بالأحجار، ولا بالأشخاص، ولا بالحجرة
النبوية، ولا بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. كل هذا لا يجوز؛ لأن هذه الأمور لم
تكن منفصلة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست من جسده صلى الله عليه وسلم.
فلابد من معرفة الجواب عن هذه الشُّبَه التي يُدْلُون بها.
الصفحة 25 / 549