قال: «فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، فَدَخَلَ
النَّارَ» لما وافقهم وذبح لغير الله، سمحوا له بأن يذهب، ولكن إلى النار!
وهذه عاقبة الشرك، والعياذ بالله.
قال: «وَقَالُوا لِلآْخَرِ: قَرِّبْ»،
فماذا قال لهم؟ «قَالَ: مَا كُنْتُ لأُِقَرِّبَ لأَِحَدٍ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ»
لم يقل لهم: ليس عندي شيء أُقربه! بل صرح بعقيدته، واعتز بدينه ولم يَذل ولم
يَسْتَكِن!
وهكذا المؤمن يجب أن يعتز بدينه وعقيدته، ولا يساوم عليها، ولا يستحي من
ذكرها والمصارحة بها.
فقوله: «قَالَ: مَا كُنْتُ لأُِقَرِّبَ لأَِحَدٍ
شَيْئًا دُونَ اللَّهِ» يعني: أنه لو كان عنده أزواج من الإبل ومن الغنم، فلن
يذبح منها شيئًا لغير الله؛ لأنه لا يُذبح إلاَّ لله! اعتز بدينه وعقيدته.
قال: «فَضَرَبُوا عُنُقَهُ» أي:
قتلوه. لكن أين ذهب؟ قال: «فَدَخَلَ
الْجَنَّةَ» ذهب إلى الجنة.
والموت حاصل حاصل، حتى ولو سمحوا له بالمرور كان سيموت إذا أتى أجله.
وفَرْقٌ بين موت بعده الجنة، وموت بعده النار! فتَمَسَّك ذلك الرجل الصالح بدينه،
واعتز بعقيدته، ولم يساوم عليها، ولو آل أمره إلى القتل؛ لأنه سيُقتل في سبيل
الله! والمسلم يعتز بذلك، ويفرح بالشهادة.
فهذا الحديث واضح في أن الذبح لغير الله شرك، ولو كان المذبوح قليلاً، ولو
كان ذبابًا؛ لأن العبرة ليست بالمذبوح، إنما العبرة بما في