للناس، ونبينها ونوضحها
لهم، ونُحفظهم هذه الآيات وهذه الأحاديث، ونشرحها لهم، ولو شرحًا وجيزًا على قدر
أفهامهم؛ حتى ينتفعوا بها؟!
هذه هي الدعوة إلى الله عز وجل، وهذا هو العلم النافع!!
أما أن نجلب للناس مشاكل الخارج ونشغلهم بها؛ فهذه ليست بدعوة إلى الله،
وإنما هي اشتغال بأمور لا تفيد الناس، ولا تحل مشاكلهم، ولا تُصلح فسادهم؛ وإنما
تُحبِط أفهامهم، وقد تُسبب سوء الظن بالمسلمين وبولاة الأمور وتُفَرِّق الكلمة.
فالواجب علينا أن نتنبه لهذا، وما أقول ذلك من أجل الغَمْط من أحد، لا
والله، ولكني أتأسف من واقع بعض الدعاة الذي تَرَدَّى إلى هذا المستوى!
ونسأل الله سبحانه أن يأخذ بأيدينا وأيديهم إلى الصلاح والفلاح والاستقامة،
والسير على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ينفعنا وفيما ينفع الناس؛ كما قال
عز وجل: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ
أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]، وقال عز وجل: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]،
هذا هو منهج الرسل صلوات الله عليهم أجمعين.
**********
الصفحة 20 / 549