قوله:
وقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ
مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا﴾:
قال
أبو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره هذه الآية: «عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية، فيقول: أعوذ بعزيز
هذا الوادي!! فزادهم ذلك إثمًا».
وقال
بعضهم: فزاد الإنسُ الجنَّ - باستعاذتهم بالجن، باستعاذتهم بعزيزهم - جرأةً عليهم،
وازدادوا هم بذلك إثمًا.
وقال
مجاهد: فازداد الكفار طغيانًا.
وقال
ابن زيد: وزادهم الجن خوفًا.
وقد
أجمع العلماء على أنه لا تجوز الاستعاذة بغير الله.
وقال
مُلا علي قاري الحنفي رحمه الله: «لا تجوز الاستعاذة بالجن، فقد ذم الله الكافرين
على ذلك - وذَكَر الآية - وقال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ
وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ
وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ﴾ الآية [الأنعام:
128]. فاستمتاع الإنسي بالجنِّي: في قضاء حوائجه، وامتثال أوامره، وإخباره بشيء من
المغيبات. واستمتاع الجنِّي بالإنسي: تعظيمه إياه، واستعاذته به، وخضوعه له».
انتهى ملخصًا.
**********
هذا دليل على أن الاستعاذة لا تجوز
بغير الله؛ لأن الجن لما أسلموا أنكروا ما كان يفعله قومهم في الجاهلية وما كان
يفعله