×

هذه حالة المشركين الأولين، أنهم يُخْلِصون الدعاء في حالة الكرب والشدة؛ لأنهم يعلمون أنه لا ينقذ من الشدائد إلاَّ الله عز وجل. فإذا كانوا في حالة الرخاء عادوا إلى شركهم.

قال الشيخ رحمه الله في «القواعد الأربع»: «القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركًا من الأولين؛ لأن الأولين يشركون في الرخاء، ويُخْلِصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائمًا في الرخاء والشدة».

فهم الآن إذا وقعوا في كرب أو غرق في البحر ترتفع أصواتهم بالاستغاثة بالمخلوقين: يا بدوي! يا حسين! يا رفاعي! يا فلان! يا عِلان!!

هذا الشرك لم يفعله المشركون الأولون، بل كانوا يُخْلِصون في الشدة؛ لأنهم يعلمون أنه لا ينجي من الشدائد إلاَّ الله عز وجل.

وهؤلاء يقولون: إن هؤلاء الأولياء يُخْرِجون من الشدائد، وإن فلانًا لما وقع في الغرق هتف باسم فلان، فمدَّ يده إليه وأنقذه من البحر!!

والذي يَفعل ذلك معهم في الحقيقة إنما هو الشيطان الرجيم.

ولهم في ذلك قصص عجيبة. ومَن يقرأ «طبقات الأولياء» للشَّعْراني يجد العجيب العجاب من هذه الأمور، بل ويتمادحون بأن أولياءهم أنقذوا فلانًا من الأَسْر، أو أنقذوا فلانًا من البحر، وأنهم عملوا... وعملوا!! وهذا كله كذب ومن خداع الشيطان.


الشرح