×

 وقد ذَكَر مثل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع كثيرة في كتبه، حيث قال: «إن المستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به، فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به. وإنما هو شيطان دخله وأغواه لما أشرك بالله؛ كما يتكلم الشيطان في الأصنام وفي المصروع... وغير ذلك.

ومثل هذا واقع كثيرًا في زماننا وغيره، وأعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي أو بغيري.

وذكروا أنه أتى شخص على صورتي أو صورة غيري، وقضى حوائجهم؛ فظنوا أن ذلك من بركة الاستغاثة بي أو بغيري. وإنما هو شيطان أضلهم وأغواهم. وهذا هو أصل عبادة الأصنام واتخاذ الشركاء مع الله عز وجل في الصدر الأول من القرون الماضية».

ولما تحداهم الله عز وجل بقوله: ﴿أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ ما أجابوا وقالوا: نعم. فمن يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومَن يكشف السوء؟ هل مِن إله مع الله يفعل ذلك؟

هذا سؤال من الله عز وجل يتحداهم به إلى يوم القيامة، لم يجب عليه أحد، فما دام أنه لا أحد ينقذ من الشدائد غير الله عز وجل، ولا أحد يكشف السوء إلاَّ الله، إذًا بَطَل شرك المشركين!!


الشرح