×

 في هذا الحديث الذي رواه الطبراني رحمه الله: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين. و«المنافق»: اسم فاعل، مِن: نافَق ينافق نِفاقًا فهو منافق. و«النفاق»: إظهار الإيمان وإبطان الكفر. هذا هو النفاق الأكبر الذي كان عليه المنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

والمنافقون في الدرك الأسفل من النار، تحت عُبَّاد الأصنام؛ لأن عُبَّاد الأصنام يصرِّحون بكفرهم وشركهم. أما هؤلاء فقد أخفَوا كفرهم بدعوى الإيمان، فصار عذابهم أشد من عذاب عبدة الأصنام، في الدرك الأسفل من النار، فلا أحد أسفل منهم في جهنم، والعياذ بالله.

قوله: «كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق» لم يُسَمِّ هذا المنافق. ولكن جاء في بعض الروايات أنه عبد الله بن أُبَي رأس المنافقين، فقد كان يؤذي المؤمنين بكلامه وسِبابه لهم وتَنَقُّصه لهم وللرسول صلى الله عليه وسلم.

وهكذا المنافقون في كل زمان ومكان، همُّهم السخرية بالمؤمنين، وتَنَقُّص المؤمنين، والتماس العيوب للمؤمنين، والتشهير بالأخطاء بين المسلمين، وإلقاء العداوة بين المسلمين!! هذه حرفة المنافقين في كل مجتمع.

ولا يكون النفاق إلاَّ مع قوة الإسلام، فإذا قَوِي الإسلام وُجد النفاق. وإذا ضَعُف الإسلام فإنه لا حاجة إلى النفاق؛ لأن المنافق حينئذٍ يصرِّح بكفره وشرِّه.

ولذلك لم يكن في مكة قبل الهجرة نفاق، إنما كان النفاق بعد الهجرة إلى المدينة لما قَوِي الإسلام واعتز المسلمون. فلا يوجد النفاق


الشرح