×

 إلاَّ مع قوة المسلمين. أما إذا ضَعُف المسلمون فالكافر يصرِّح بكفره ولا يبالي، كما هو معلوم.

كان هذا المنافق - ممن أظهر الإسلام وأبطن الكفر - همه دائمًا الوقيعة بالمسلمين، وكان يؤذيهم بكلامه ولمزه وسخريته.

قال: «فقال بعضهم» جاء في بعض الروايات أنه أبو بكر رضي الله عنه «قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق»، أي: نطلب منه أن يمنع شر هذا المنافق عنا!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يُستغاث بي، وإنما يُستغاث بالله عز وجل ».

هذا فيه دليل على أن الاستغاثة لا تجوز بالمخلوق؛ لأنها أشد أنواع الدعاء.

فالذين ينادون الآن ويقولون: «يا رسول الله!!» في قيامهم وقعودهم، واحتفالهم في يوم المولد وفي غيره، ويستنجدون بالرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جاءوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم يستنجدون به، والرسول يقول: «إنه لا يُستغاث بي، وإنما يُستغاث بالله عز وجل ».

لكن يَرِد على هذا الحديث نوع من الاستشكال، وهو: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قادرًا على أن يستجيب للمسلمين ويَردع هذا المنافق، فلماذا قال: «لا يُستغاث بي» مع أنه قادر؟ وكذلك موسى عليه السلام لما استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، نَصَر الذي من شيعته، ووكز الذي من عدوه فقضى عليه. وهذا يدل على جواز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه.


الشرح