المُحَاضَرَةُ
السَّابِعَةُ عَشَرَة
أَهَمِّيَّةُ التَّوْحِيدِ
****
مَعْنَى التَّوْحِيدِ وَاشْتِمَالِهِ عَلَى القُرْآنِ كُلِّهِ
****
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَبَعْدُ:
فَهَذَا
المَوْضُوعُ لَيْسَ مِنَ المَوَاضِيعِ الَّتِي تَقِلُّ فَائِدَتُهَا، أَوْ مِنَ
المَوَاضِيعِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِبَعْضِ النَّاسِ دُونَ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا هُوَ
مَوْضُوعٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مَعْرِفَتُهُ، ألاَّ وَهُوَ أَهَمِّيَّةُ
التَّوْحِيدِ وَمَكَانَتُهُ في الإِسْلاَمِ، ذَلِكَ المَوْضُوعُ الَّذِي يَجِبُ
عَلَيْنَا دَائِمًا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْهُ، وَأَنْ نُوَضِّحَهُ، وَأَنْ
نَتَعَلَّمَهُ وَنَعْمَلَ بِهِ؛ لأِنَّ بِهِ تُنَالُ السَّعَادَةُ في الدُّنيا
والآخِرَةِ.
والتَّوْحِيدُ
مَعْنَاهُ: إِفْرَادُ اللَّهِ تعالى بالعِبَادَةِ، وَتَرْكُ
عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وَهَذَا المَوْضُوعُ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ في كِتَابِ
اللَّهِ عز وجل وَلاَ تَكَادُ تَخْلُو سُورَةٌ من سُوَرِ القُرْآنِ العَظِيمِ
إلاَّ وَفِيهَا ذِكْرٌ لِلتَّوْحِيدِ، وَأَمْرٌ بِهِ، وَحَثٌّ عَلَيْهِ، وَهُنَاكَ
سُوَرٌ كَثِيرَةٌ وَخُصُوصًا السُّوَرُ المَكِّيَّةُ، فَقَدْ تَكُونُ السُّورَةُ
من أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا من مَوْضُوعِ التَّوْحِيدِ، بَلْ إِنَّ الإِمَامَ
ابْن القَيِّمِ رحمه الله في كِتَابِهِ «مَدَارِجُ
السَّالِكِينَ» يَقُولُ:
إِنَّ
القُرْآنَ كُلَّهُ في التَّوْحِيدِ؛ لأَِنَّهُ إِمَّا خَبَرٌ عَنِ اللَّهِ تعالى
وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَأَمْرٌ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ،
وَنَهْيٌ عَنِ الشِّرْكِ بِهِ، وَإِمَّا بَيَانٌ
الصفحة 1 / 357