المُحَاضَرَةُ الثَّامِنَةُ والعِشْرُونَ
الفِقْهُ الأَكْبَرُ
****
مُقَدِّمَةٌ
****
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ
للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ
ورَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ ومَنِ اهْتَدَى
بِهَدْيِهِ وتَمَسَّكَ بِسُنَّتِهِ وسَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا
بَعْدُ،
يَقُولُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ([1]).
ومَعْنَى
هَذَا أَنَّ من عَلاَمَاتِ إِرَادَةِ اللَّهِ تعالى الخَيْر بِعَبْدِهِ أَنْ
يُوَفِّقَهُ لِلتَّفَقُّهِ في دِينِهِ، وأَنَّ من لَم يُوَفِّقْهُ اللَّهُ في
الدِّينِ فَإِنَّهُ لَم يُرِدْ بِهِ خَيْرًا، وفي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى
أَهَمِّيَّةِ التَّفَقُّهِ في الدِّينِ.
واللَّهُ تَعَالَى حَثّ في كِتَابِهِ الكَرِيمِ عَلَى التَّفَقُّهِ في الدِّينِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿۞وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 122] وذَمَّ اللَّهُ تعالى الَّذِينَ لا يَفْقَهُونَ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ﴾ [المنافقون: 7]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَالِ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا﴾ [النساء: 78].
الصفحة 1 / 357