المُحَاضَرَةُ
الثَّلاَثُونَ
الأَمْرُ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ
****
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ، ولا عُدْوَانَ إلاَّ
عَلَى الظَّالِمِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً
لِلعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ وأَتْبَاعِهِ
والمُتَمَسِّكِينَ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا
بَعْدُ،
فَإِنَّ
المَوْضُوعَ الَّذِي سَنَتَحَدَّثُ عَنْهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - هُوَ مَوْضُوعٌ
يَهُمُّ جَمِيعَ المُسْلِمِينَ، إلاَّ وهُوَ «الأَمْرُ
بالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ».
أَهَمِّيَّةُ الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ
****
الأَمْرُ
بالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ صِفَةُ الأَنْبِيَاءِ والمُرْسَلِينَ ولا
سِيَّمَا خَاتَمهُم وإِمَامهُم مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ اللَّهَ
وصَفَهُ بِأَنَّهُ يَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ ويَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، فَقَالَ: ﴿ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا
عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ
عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ
وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾
[الأعراف: 157].
وكَمَا أَنَّ هَذَا وصْفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ صِفَةُ أُمَّتِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110].
الصفحة 1 / 357