×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ الخَامِسَةُ والعِشْرُونَ

التَّحْذِيرُ مِنَ الاخْتِلاَفِ والفُرْقَةِ

****

نِعْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ بِبَعْثَةِ هَذَا

الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للَّهِ والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلعَالمِينَ، فَعَلَّمَ بِهِ مِنَ الجَهَالَةِ وهَدَى بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وأَغْنَى بِهِ مِنَ العَيْلَةِ، وكَثَّرَ بَعْدَ القِلَّةِ، فَتحَ اللَّهُ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وهَدَى اللَّهُ بِهِ قُلُوبًا غُلْفًا، وتَرَكَ أُمَّتَهُ عَلَى المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ، لا يَزِيغُ عَنْهَا إلاَّ هَالِكٌ.

أَمَّا بَعْدُ،

فَإِنَّ نِعْمَةَ اللَّهِ تعالى في بَعْثَةِ هَذَا الرَّسُولِ عليه الصلاة والسلام عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ نِعْمَةً لا تعادلها نِعْمَةً، فَقَدْ كَانَ النَّاسُ قَبْلَ بَعْثَتِهِ صلى الله عليه وسلم مُتَفَرِّقِينَ في عِبَادَتِهِم، ومُتَفَرِّقِينَ في جَمَاعَاتِهِم، ومُتَفَرِّقِينَ في أَهْوَائِهِم، ورَغَبَاتِهِم، وكَانَتْ تَسُودُ العَالَمَ قَبْلَ بَعْثَتِهِ صلى الله عليه وسلم الفَوْضَى من جَمِيعِ النَّوَاحِي؛ لأَِنَّ آثَارَ الرِّسَالاَتِ السَّابِقَة انْدرَسَتْ؛ لأَِنَّ الفَتْرَةَ بَيْنَهُ صلى الله عليه وسلم وبَيْنَ أَخِيهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ آخِرِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَزِيدُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ حَدَثَ في خِلاَلِ هَذِهِ الفَتْرَةِ مِنَ التَّغْيِيرِ، والتَّبْدِيلِ، والضَّلاَلِ، والتَّفَرُّقِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، يُصَوِّرُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ [آل عمران: 164].


الشرح