×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ التَّاسِعَةُ والعِشْرُونَ

تَدَبُّرُ القُرْآنِ

****

نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِنُزُولِ القُرْآنِ

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى رَسُولِهِ نبينا مُحَمَّدًا وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَكْبَرَ نِعْمَةٍ أَكْرَمَ اللَّهُ بِهَا الأُمَّةَ هِيَ بَعْثَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأَنْزَلَ القُرْآنَ الكَرِيمَ عَلَيْهِ لِهِدَايَةِ النَّاسِ وتَبْصِيرِهِم وتَذْكِيرِهِم بِمَا يَنْفَعُهُم في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فالقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ حُرُوفُهُ ومَعَانِيهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وإِلَيْهِ يَعُودُ، ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥ [الشعراء: 192- 195] فِيهِ الهُدَى والنُّورُ.

قَالَ اللَّهُ تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1].

فَهُوَ كِتَابٌ عَالَمِيٌّ لِجَمِيعِ البَشَرِ بَلْ لِلجِنِّ والإِنْسِ ﴿بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ [البقرة: 119] سَمِعَهُ الجِنُّ: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا [الجن: 1].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا ٢


الشرح