المُحَاضَرَةُ
الثَّامِنَةُ عَشَرَةَ
التَّفَرُّقُ والاخْتِلاَفُ وأَثَرُهُمَا في الأُمَّةِ
****
دَعْوَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى دِينِ اللَّهِ
ثَلاَثَ عَشرَةَ سَنَة في مَكَّةَ
****
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ ورَسُوله
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلعَالمِينَ، بَلَّغَ
الرِّسَالَةَ، وأَدَّى الأَمَانَةَ، ونَصَحَ الأُمَّةَ، وجَاهَدَ في اللَّهِ حَقَّ
جِهَادِهِ، تَرَكَ أُمَّتَهُ عَلَى المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ، لَيْلُهَا
كَنَهَارِهَا، لايَزِيغُ عَنْهَا إلاَّ هَالِكٌ، جَمَعَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الفُرْقَةِ،
وهَدَى بِهِ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ، وأَغْنَى بِهِ مِنَ العَيْلَةِ، وفَتَحَ بِهِ
أَعْيُنًا عُمْيًا وقُلُوبًا غُلْفًا، وجَمَعَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ بَيْنَ
المُؤْمِنِينَ وجَعَلَهُم إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ.
قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٥يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ١٠٦﴾ [آل عمران: 102- 106]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: تَبْيَضُّ وُجُوهُ
الصفحة 1 / 357